هالة فهمى : عامان علي رحيل محمد محمود عبدالرازق .. الرافض للواقع!!
عامان علي رحيل محمد محمود عبدالرازق .. الرافض للواقع!! الأربعاء 16 مايو 2012
محمد محمود عبدالرازق قنبلة عنقودية فكرية.. شحن كثيرا بمعاناة المبدعين في هذا الوطن علي مدي نصف قرن قبل رحيله.. ما بين لم الحياة النقدية له..وضيق مساحات الرؤية والضوء أمام إبداعه القصصي والنقدي وأرائه الفكرية العامة.. حتي الجوائز الأدبية.. التي لم يفكر في الجلوس علي موائدها: متطفلا أو مدعوا ولم يحتل موقعا قياديا حتي كثمن لأيام الاعتقال التي عاشها مثله مثل غيره.. مات وهو مازال بريئا نقيا. صافيا. صريحا. صداميا. فإبداعه المتدفق المعبر عن حياته وحياتنا.
ورغم انتماء هذا المبدع الذي ولد في 5 مارس 1934 إلي جيل الستينيات إلا أنه لم يتواري وهو يقرر أن هذا الجيل أكذوبة لأنه جيل ضائع وهو الذي مهد للهزيمة في تاريخ مصر.. لأنه كان جيلا مقهورا ونصف مثقفيه في السجون والنصف الآخر خدام السلطة يدافعون عنها ويدعمون قهرها للشعب.
وعندما حاول مع بعض الشباب من أقرانه الانفلات من هذه الدائرة بالتعبير عن أنفسهم حوصروا وطردوا خارج البلاد فهاجروا بأقلامهم أو لجأوا إلي الغموض والرمز.
هذه الجرأة في الرد ربما جعلت الدولة تضع الكثير من أبناء جيله في مناصب قيادية في حياتنا الثقافية مستبعدة هذا المبدع الكبير.. ولكنه لم ييأس من ذلك وانخرط في إبداعه ويكفيه ما قاله د.الطاهر مكي عنه عندما تقدم بكتابه "فن معايشة القصة" ولم ينل الجائزة التي تقدم لها.. فهمس د.الطاهر أن هذا الكتاب يستاهل أكثر من جائزة ولو يملك لقدمه للجائزة بدلا من الكتب المتهافتة التي لا يوجد بها هوامش ولامراجع ويتشدق أصحابها بأنها كتب ودراسات نقدية.
وهذه الشهادة كان جديرا بها محمد محمود عبدالرازق الذي أجاد فن الرواية وأجاد فن كتابة القصة القصيرة وتفوق في النقد ولم يكن يكتب النقد البسيط السهل بل لم يكن ينتر المبدع ليصل إليه.. فكثير ما بحث هو عن المبدعين وقدمهم وحرص عليهم كأب حنون فكتب بعيدا عن الشللية والعلاقات الخاصة وجماعات المصالح والمنافع ممن تعافي منهم الحياة الثقافية وينشرون فيها كالوباء ولأنه كان مؤمن بأن المبدع الذي يؤمن بالروح الجماعية هو الذي يبزغ نجمه لا يلمع وحده وإنما يسطع معه كل من حوله.. كان يحرص علي المشاركة في الندوات واللقاءات الفكرية خاصة قبل أن يشتد به المرض ويقعده بالمنزل لسنواته الأخيرة.
ولعل ما جعل محمد محمود عبدالرازق يهتم بالنقد خاصة في سنواته الأخيرة أنه كان يري الناقد قاضيا ولكنه لا يحكم.. بل يحلل ويفسر ويبحث عن الحق والجمال في الابداع.
ولعل من أهم القضايا التي عالجها إبداعيا الجوع والخوف الذي عاني منهم المجتمع المصري وخاصة في شرائحه المهمشة.. وكانت القصة البشرية باللغة الشاعرية من أكثر ما ترك لنا الراحل محمد محمود عبدالرازق في علاماته الابداعية.. بل أنه لم يكتف بالقصة البشرية فوصل لما يسميه الوسط الأدي الآن بالقصة القصيرة جدا أو قصة الومضة وقد برع فيها.
محمد محمود عبدالرازق الذي رحل عن عالمنا في 12 مارس 2010 أي منذ عامين تاركا رصيدا ضخما من الابداع القصصي والروائي والنقدي ولم يحصل إلا علي جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر في نفس العام الذي توفي فيه وقبل رحيله بأشهر قليلة.. مات تاركا رصيدا من الأفكار والابداع.. بل والمبدعين الذين ساعدهم وساندهم.. فهل تذكروه في ذكري رحيله الثاني؟ وهل قدره أن يعيش هامسا ويموت صامتا. وتمر ذكراه في صمت.. رحم الله المبدع والناقد الكبير وأبقي لنا خلود الحرف الكلمة فهي ما يتبقي من المبدع الحقيقي.. ومن بعض ما ترك لنا محمد محمود عبدالرازق: الجرح الغائر. أن تحبوا. بنات الحور. كوبري التاريخ. ساحل الذهبي. ثلاث مجموعات مرهقة. الانسان بين الغربة والمطاردة. الحقول الخضراء. فن معايشة القصة القصيرة. عبدالقادر القط.. المحيط الهاديء. باقة من الثغر الباسم. فتحي الإبياري.. الفطرة والاصرار. أبناء نادي القصة. القصة امرأة.
يحدث في السهل البعيد ديوان شعري جديد ل بديع صقور
كتبت -جازية سليماني: الأربعاء 16 مايو 2012
لا أحد يستطيع أن ينكر أو يقلل من الموهبة الشعرية عند الأديب بديع صقور. والمسلم به غزارته الأدبية الابداعية. ومؤلفاته بتوالي صدورها تباعا كحال الشهور والفصول في العام. وكل واحد منها له بصمته وأثره في تغذية الحراك الثقافي. وفي إضافة لبنات تحديثية معاصرة. وأمسياته الشعرية تجاوزت المحلية.ووصلت إلي صنعاء وتونس والجزائر وطهران. في ديوانه الشعري الجديد: "يحدث في السهل البعيد" الذي صدر عن دار الحارث مؤخرا والي جاء في 192 صفحة من الحجم الوسط تنعكس إرادة الشاعر وتطلعاته وعواطفه النبيلة وصدقيته في التواصل والتعبير بأمانة عما يحس به.. فيعيش قضايا واقعة ومن حوله وبمسئوليه. يتعامل وبالتالي يعبر ببساطة فأعماقه مسكونة بطيبة ابن الأرض الذي لا يمل التعب ويحلم باستمرار. تجده يغرص هنا ويقلم هناك. ينتزع صخرة عصية. يمهد الأرض والسواقي. إنها إرادة التحدي والعطاء والرهان علي المستقبل المنشود. تجد مفرداته الشعرية بسيطة وسهلة ومتوهجة. تنتقل ببراعة النحلة فتمتص رحيقها دون شراهة لتعطي الآخرين وتجيب عن زسئلتهم الصعبة. ينتقل من البيت الريفي الذي يدلف سقفه إلي المصطبة وخيوط الشمس الذهبية فالحقول والتنور والمطر ورائحة الأرض المبللة. فالرياح والغيوم والعواصف والأنهار والبحر. وهي مجتمعة تعبر عن داب الناس لتأمين احتياجاتهم الضرورية ولبناء حياة كريم.
يبهجك حسه المرهف حين يتغني بالحب. ويبهجك أيضا تعبيره عن الأصدقاء والصداقة فالطهارة مجبولة بحروفه ومعانيها الكبيرة. إنها من أقوي العواطف الانسانية.
تطل موهبته الشعرية عبر قصائده المكثفة لتقول: لا يزال الشعر الوسيلة المثلي للتعبيرعن حقيقة الانسان ومأساته وغضبه وفرحه ومعاناته وتوقه للحرية والعدالة.
الشعر عند بديع صقور أشبه بالمياه المتدفقة من الينابيع الصافية إنه الشعر المحاكي لملح الأرض. أما السر في هذه القوة. فيكمن في الحرص علي إعادة الأهمية للشعر الحديث.
إنه الطموح في ارتياد مسالك إبداعية جديدة الموسيقا في شعر بديع صقور صاخبة وهادئة في ان معا. كحال الصور الشعرية الواقعية في قصائده. تدفع بالقاريء والمستمع إلي فضاءات رائعة. مؤكدة أن الشعر الحديث يثبت كل يوم حضوره القوي. ومشروعية تطلعه إلي الذرا المتقدمة.. إنه الشعر النيف الصادق.. فقصائده تعبر بأمانة عن الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتقدم لمبدعها. عاكسة التزامه وحرصه علي التجديد المعاصر.
اللافت في مضامين قصائده.. البساطة والواقعية دون تكلف فعفويته تجعلك تعيش الأشياء لاتتذكرها. إنه لا يتبرأ من المواقف السياسية ومستجداتها وتطوراتها. كحال انهماكه بالمسائل الاجتماعية. فمفرداته تصوير أمين لما يعيشه الناس من حوله.. إنها المشهد الصاخب الواقعي للانتصارات والخيبات والانكسارات.
الديوان الجديد لصقور يتضمن قصائد. بعضها يعود إلي مطلع سبعينيات القرن الماضي.. وكتبها علي طريقة الفنانين التشكيليين "اسكتشات".. وتركها علي حالها. ولم يضف أو يطور فيها أي شيء. ولسان حاله لعله تاريخ لحياة الأديب وعفويته بالاضافة لقصائد كتبها في السنوات القليلة الماضية.
صبر بديع صقور الكير يؤكد أنه لا يتذمر ولا ينفرد من طبيعة الريف القاسية. بل إن قصائده تجمل عالم الريف المرهفق والغني..
في فاتحة ديوان صقور الجديد. يحدث في السهل البعيد. تلمس القسوة السوداوية الطاغية فيقول: آخر القدماء.. أول الغرباء.. ممرات تفضي إلي درب تبانة اخر.. الدرب هو الدرب.. من قال إن عروقنا جفت؟! إلي متي ستل أرواحنا هائمة في تجعدات الغيم.. تبحث عن سماء أخري ودرب تبانة آخر؟!
أما قصيدة نحو بوابة الوداع فقد تألق بديع صقور بواقعيتها ورومانسيتها: في وهج الحلم فوق لال الموج زفرات تستيق.. فاطمة ويرن الخلخال.. أما قصيدته الموجعة فأثرها يتجذر بأعماق القاريء: "آخر الهدايا من الدنيا كفن.. آخر البيوت قبر.. آخر الدرب.. تاني بعدك.. يأتون بعدنا.. بكامل غربتنا.. بكامل صمتنا.. في تربة السهل نذوب".
وتقديري أن هذه القصيدة جاءت نتيجة تأثر الأديب صقور بفقدان العديد من الأصدقاء والأدباء والشعراد في السنوات القليلة.
وهكذا تتوالي قصائده: نحو بوابة الوداع من سيدفن الحمام القتيل فقط علينا أن نتذكر إلي أن نصل إلي قصيدته الأخيرة: قبل أن نضيق الجهات علي الياسمين.
أخيراً نشير إلي أن بديع عدا عن كونه شاعرا فهو قاص وباحث وعضو اتحاد الكتاب العرب. من أعماله المطبوعة: مرفا طائر الهيرة شمال المغيب خريف المطر طقوس الغريب الأعمال القصصية.
ثورة الشباب في صالون التذوق الثقافي!!
ثورة الشباب في صالون التذوق الثقافي!! الأربعاء 16 مايو 2012
في أعقاب ثورة 25 يناير.. قامت ثورة أخري علي الركود الفكري والثقافي.. من هذه الثورات الثقافية قيام أميرة مجاهد وميسرة صلاح ومجموعة من شباب الاسكندرية بتأسيس صالون مكتبة التذوق بقصر التذوق سيدي جابر لتكون أولي فعالياته في 22 فبراير 2011 وتحت عنوان "تطلعات شباب 25 يناير نحو عهد جديد في الثقافة الجماهيرية" انطلقت هذه المجموعة الشابة بفكرها وحيويتها نحو شكل آخر للثافة نوع من الحرية في الافكار دون التقيد بروتين وبيروقراطية النام الذي سبق الثورة وللأسف مازال مستمرا حتي الآن في مؤسساتنا وهيئاتنا الثقافية وغيرها.
الفكرة لاقت استحسان الكثير من الشباب خاصة وقد طال غيابهم عن التواجد والمشاركة الفعالة في أنشطة قصر التذوق أو غيره من القصور التابعة لقصور الثقافة وأندية الأدب وغيرها.. والسبب عدم تلبية تلك الأماكن لطلباتهم واحتياجاتهم في تلك المرحلة.
قررت أميرة مجاهد وفريق عملها الشاب تفعيل الصالون الذي يتبع هيئة قصور الثقافة وبالتالي التابع لوزارة الثقافة.. وساهموا في تفعيل هذا الصالون خاصة بعد نجاح التجربة في بعض المكتبات الخاصة مثل صالون مكتبة ألف. صالون مكتبة أكمل بالقاهرة والاسكندرية. وصالون مكتبة دار عين بالاسكندرية وغيرهم.. وبدأوا النشاط بدون دعم مالي من خلال تضافر جهود الشباب المتطوع بالاسكندرية.. وانطلق صالون مكتبة التذوق الثقافي بالاسكندرية كأول صالون تثقيفي للشباب بالهيئة العامة لقصور الثقافة.. وذلك من خلال تنيم لقاءات مفتوحة للشباب بشكل غير نمطي وأيضا إقامة ورش عمل متنوعة وشهية واستضافة أسماء كبيرة ومبدعة في حوارات مفتوحة مع الشباب. وإطلاق صفحة باسم الصالون ومجموعة علي شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتوجيه الدعوات لكل الشباب في جميع المواقع الثقافية لتعميم الفكرة الجديدة من أجل تحريك المياه الراكدة في محيط الثقافة الجماهيرية.
ونحن صالون المساء نشجع هذا النشاط ونؤكد علي دعمهم ونوصي رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر سعد عبدالرحمن بتبني هذه الفكرة ودعمها وحمايتها من المحاربة من أعداء النجاح بل ندعو معالي وزير الثقافة الجديد د.محمد صابر عرب لزيارة الصالون ودعمه لهم.. فهو واحد من كبار مثقفينا قبل أن يصبح وزيرا ولذا ندعوه لدعم أفكار شابة ستعود بمصر إلي مكانتها الثقافية فقط لو يسرنا لهم السبل وقمنا بدعمهم وإتاحة الفرصة لهم دون إعاقة.
في وداع .. الولد الشقي!!
في وداع .. الولد الشقي!! الأربعاء 16 مايو 2012
في يوم 4 مايو عام 2010 رحل عن عالمنا زعيم الساخرين المبدع محمود السعدني هذا الرجل الباسم الذي زرع الضحكة في قلوب القراء.. وقد وصفه الشاعر الراحل كامل الشناوي ساخرا عندما قال عنه: يخطيء من ين أن السعدني سليط اللسان فقط إنه سليط العقل والذكاء أيضا.. بينما وصفه خيري شلبي بأنه مزيج من الفاكهة والورد والرياحين علي هيئة بشر.
محمود السعدني الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 82 عاما.. كان فيها ضمير أمة عبر عنها بكتاباته هو أيضا إمام الساخرين وصانع البهجة.
وفي ذكراه أصدر أكرم السعدني كتاباً جمع فيه ما قيل عن والده بعد وفاته وأثناء حياته ممن شارك في الكتاب محمد عبدالله. ماهر حسن. عمر علم الدين. جمال القصاص. محمد فتحي يونس. بخيت بيومي. محمد مصطفي شردي. د.إكرام لمعي. إبراهيم حجازي. أحمد رجب. عماد عبدالراضي. محمود إبراهيم. عبدالله كمال. إبراهيم نافع عبدالرحمن فهمي. عبدالطيف خاطر. فؤاد عوض. أسماء المحلاوي. إقبال بركة. محمد أبوشادي.
الكتاب الذي جاء تحت عنوان "في وداع الولد الشقي محمود السعدني زعيم الساخرين وصدر عن دار الملتقي للنشر والتوزيع.. كان دفقه شعورية رائقة ممن عبروا بأقلامهم عن الراحل الساخر تقاطرت كلماتهم بعبرات الفقد لرجل افتقده كل من يعرفه.
لا يعيب الكتاب إلا شيء واحد فقط وهو التوثيق فالمقالات غير مؤرخة ولم يذكر تاريخ ميلاده ووفاته.. بل لم يذكر تاريخ طباعة الكتاب وهذه كلها مآخذ علي الكتاب خاصة لمن يبحثون في سيرة الراحل بالدراسة والكتابة.. أرجو أن ينتبه الناشر وينتبه جامع المادة أكرم السعدني لأهمية هذا.
***************************************************************************************************************
كلام مثقفين - الصالونات .. صناعة نسائية
حزين عمر الأربعاء 16 مايو 2012
مع ازدهار الحضارات. وانتشار الوعي في نفوس البشر يزدهي دور المرأة. ويتألق تاج الريادة فوق جبينها. في السياسة: ملكة وامبراطورة. وفي الفلسفة. وفي الفن. وفي الأدب. بل وفي الحرب وتصادم الجيوش.
تغيب هذه الحقيقة الناصعة عن أكثرية الناس الآن. في وطننا. مع هذه الهجمة اللامية السوداء من المتسلطين علي هويتنا وحضارتنا وديننا لينسفوها جميعا باسم الدين!!
ربما صادفت نساء كثرا في الشوارع وفي العمل وفي شتي مناحي الحياة اليومية فلاتعرف ليلي من عبلة من سعاد من لبني من فتكات!! وقد لا ترد لك سؤالا ولا تحير جوابا إذا سألتها فيما يختص بالعمل. فالكثيرات من هؤلاء المنقبات منتشرات في الوائف العامة والخاصة. ورغم ذلك فهن يرين أو يري لهن آخرون أن صوتهن عورة ووجوهن عورة. وربما وجودهن في الحياةكلها عورة!!
في حضارة الاسلام لم تكن هذه هي المرأة. ولم يكن هذا دورها. ابتداء من "حاضنة الإسلام".
الأولي: السيدة خديجة رضي الله عنها. وانتهاء ببطلات مسلمات عيمات يكافحن الآن في مجال العلم والعمل في شتي أقطار المسلمين.. وما بين هذه وتلك هنا لك الفنانات المطربات في بطلاط الخلفاء أمثال فضل الشاعرة وعريب. وهناك الشاعرات النابغات أمثال الخنساء وولادة بنت المستكفي. وهناك الحافات لدين الله كالسيدة عائشة أم المؤمنين وقد قال رسول الله: خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء.. أي أنهم يجلسون إليه ويستمعون فيها ويحاورونها.. بل قادتهم يوما في معركة عسكرية هي موقعة الجمل ضد الإمام علي!! وهناك فارسة ومقاتلة في الميدان هي "غزالة" الخارجية التي حاول الحجاج بن يوسف الثقفي التصدي لها في إحدي المعارك . فهزمته وأوشكت علي قتله. فهرب منها ونجا بحياته!!
لا نستقصي عمة المرأة وإيجابيتها ومشاركتها في بناء حضارة الاسلام. ليتبين للعامة أن من نراهن لسن هن صورة الاسلام وأنهن لا يمكن أن يبنين شيئا ولا حتي عشة لا حضارة!!
لكننا نتوقف عند اختصاص للمرأة بعد اهرة في التاريخ.. إنه فكرة الصالونات الفلسلفية والثقافية والأدبية.. فإذا ذكرنا هذه الصالونات توقفنا عند نبوغ المرأة في احتضانها. وتويفها. وتتلمذ الرجال عليها خلال هذه الصالونات قديما في الاسكندرية كان أقدم صالون تعرفه كقيمة الفيلسوفة المصرية "هيباتيا" وجل رواده من الرجال ينهلن من علمها. حتي قتلها المتعصبون من المسيحيين حينذاك بحجة أنها وثنية!!
فخلدت هي ولعن من قتلها من العامة والدهماء الذين يدعون الدين ويتاجرون به. كحالتنا الراهنة!!
الصالون الثاني كان للسيدة حفيدة رسول الله: السيدة سكينة بنت الحسين تقيمه في بيتها بمكة المكرمة. وضيوفه جميعا من الشعراء "الرجال" ولها معهم حكايات في البلاغة والحرية والحجة والعقل.. سوف تروي طرفا منها يوما ما.. الصالون الثالث يعرفه جل الناس حاليا.. إنه صالون مي.. هذا هو نموذج المرأة التي تبني بشرا وتبني حضارة وتبني أمة.. بالعقل لا بالملابس القاتمة السوداء!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صالون المساء كتبت : هالة فهمى فى جريدة المساء الأربعاء 16/5/2012