دستور لكل المصريين..في قصر ثقافة الجيزة المطلوب جمعية تأسيسية بعيداً عن البرلمان !!
هالة فهمى ـ الأربعاء 23 مايو 2012
في ظل حالة من الارتباك السياسي.. وأزمة وضحت معالمها واقتربت مع مرحلة انتهاء لانتخاب رئيس مصر القادم التي بدأت اليوم.. ناقش قصر ثقافة الجيزة قضية من أكثر القضايا التي تشغل الرأي العام وهي "دستور لكل المصريين" هذه القضية التي أكدت للمصريين مدي الخطأ التاريخي الذي وقعوا فيه عندما لم يصروا ان يكون دستور جديد هو مكافأة ثورتهم العظيمة في 25 يناير وإنما إرجاء الدستور لما بعد الانتخابات الرئاسية كارثة كبيرة فحتي الآن لا نعرف سلطات الرئيس القادم ولا نعرف القاعدة التي سيبني عليها هرم مصر الجديد وملامح مستقبلها بعد ثورة شعبية شهد لها العالم كله وسعت كثير من التيارات المخربة لهدمها وإفشائها وقبل ان يعلن اسم الرئيس اعلنت نخبة من المثقفين والمسئولين مخاوفهم من حالة الارتباك التي تسود اختيار لجنة لتأسيس الدستور.. أو نخبة مختارة تخط بأفكارها مستقبل هذا البلد الذي يجب ان تتوحد طوائفه وتتكاتف دون إقصاء أو تهميش لجانب علي جانب.
في ندوة قصر ثقافة الجيزة التي أقيمت يوم الاثنين الماضي بحضور د.عماد أبوغازي وزير الثقافة الأسبق وسعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة والإعلامية مني صابر.. ووجيهة عبدالرحمن أمين عام الأقليم ومنيرة صبري رئيس الاقليم ومني حمدي وصفاء الشيوي اللتين اعدتا هذه الندوة وشارك في الإعداد دعاء صفوت وعزالدين محمد ؤأدارها الشاعر عبده الزراع.. بحضور نخبة من المثقفين وموظفي الهيئة الذين آثروا الحضور عن الانصراف بعد إنتهاء عملهم حرصاً منهم علي زيادة وعيهم السياسي.. خاصة في ظل نهضة تواكب نشاط الهيئة سياسياً وإصدار عدة إصدارات منها كتاب دساتير مصر الذي وزع علي الحضور أثناء الندوة.
تأريخ سياسي
تحدث د.عماد أبوغازي عن تاريخ الدساتير في مصر منذ عهد الخديو توفيق من خلال أول دستور عرفته مصرعام 1882م واعتبره فقهاء الدستور من أكثر الدساتير المصرية تقدماً وبعد الاحتلال البريطاني علي مصر تم استبداله بدستور القانون النظامي عام 1883م وفيه جردت مصر من دستور وضعه الشعب لأول مرة في تاريخ مصر.. إلي أن جاء دستور 1923م في عهد الملك فؤاد وتلاه دستور 1930م في عهده أيضا وبعد ثورة يوليو أعلن دستور 1923 ثم تعاقبت عليه الدساتير 1956. 1958. 1964 و1971 ثم تعديلات 1971 في نهاية 2007 وبعد ثورة 25 يناير كان الإعلان الدستوري في فبراير 2011م بعد خلع الرئيس السابق وتلاه الإعلان الدستوري في مارس 2011م الذي تم الاستفتاء علي تعديلاته ومن هنا نأتي للنقطة الأهم وهي ان هناك طريقين لصياغة الدستور الأولي ما حدث في كل الدستاير السابقة من خلال لجنة تأسيسية للدستور والثانية جمعية دستورية منتخبة تمثل كافة طبقات المجتمع المختلفة.. لا كما حدث في البرلمان وما أدي لهذا الهرج السياسي.. لأن اي بلد يسعي لصياغة دستور حقيقي يسعي لواقع المجتمع.. والدستور لا يمكن ان تصيغه أغلبية تتكون من أحزاب وصلت للبرلمان لأن الدستور عمل توافقي.. ويكفي الفخ الذي وقعنا فيه بعد ثورة يناير في طريقة صياغة السؤال الذي طرح للاستفتاء.. لأنه لم يستفت علي مادة وإنما كان رفض مادة واحدة يعني رفض للدستور المستفتي عليه ورفضه يعني العودة لدستور 1971م.
إن الدستور هو الطريق.. المنهج والوسيلة التي توضع لتعظيم سلطات الدولة وليس العكس.. لذلك ان ما يحدث الآن هو نتيجة الأخطاء التي وقعنا فيها من عدم كتابة الدستور أولاً وقبل الانتخابات الرئاسية.
* مني صابر:
نحن نتحدث عن دستور الثورة والروح الثوري تحثنا علي ان نعمل علي الدفع نحو تشكيل لجنة لكتابة الدستور وفي أسرع وقت حتي تنتهي الفترة الإنتقالية.. تلك الفترة التي وعد بها المجلس العسكري ان تنتهي في خلال ستة أشهر واستمرت لعام ونصف العام ومازالت الحالة الانتقالية ونخشي ان تستمر بكل ما تبعها من أخطاء ودماء مراقة وتباطؤ في كل شيء.. لذلك لابد من اجتماع القوي السياسية جميعها لتعلن موقفاً موحداً عن ضرورة وجود دستور قوي لابد ان تنحي النزاعات لأنها تفل في عضد الثورة وعلي التيارات الليبرالية والاشتراكية واليسارية ألا تخاف من استحواذ التيار الديني علي السلطة كما حدث في مجلسي الشعب والشوري لأن الشعب لن يسمح بهذا.. هذا الشعب الذي أراه أصبح أكثر وعياً مما سبق.. فنحن لن نقبل فرض اي فكر بعد الآن ولن يسمح الشعب بتجهيله مرة أخري نريد الدفع بسرعة إنجاز اللجنة للانتهاء من الدستور حتي لا نتحول لنموذج آخر من تركيا.. نريد دستوراً يليق بثورة يناير.
* رجب عبدالشكور:
لقد أصبحنا غرباء في بلدنا في ديننا.. وبدلاً من ان نبحث المشكلات الاقتصادية والعلمية.. طالبنا بالمطالب الفئوية ووافقنا علي تدفق المد الإخواني بالخديعة التي حدثت للبسطاء حتي وقعت الفتنة بسببهم.
* تامر محمود:
قلت لا في الاستفتاء السابق علي تعديلات الدستور وكنت أظن ان لا تعني دستوراً جديداً لا ترقيعاً للدستور القديم.. وانني أوجه اللوم للنخبة لان تشتتها هو الذي ادي بنا للغرق في المشاكل وعلينا ان نعد الآليات ليتم اختيار جمعية تمثل القوي السياسية والمجتمعية لصياغة دستورنا.
* سلام سلام:
أين المفكرون والمبدعون في مصر مما يحدث الآن.. هذا الدستور الذي نطالب به دستور مصر الحديثة.. أين المتخصصون في كل الاتجاهات العلمية وطوائف المجتمع حتي نضع مشاكلنا علي طاولة ونصوغ الدستور الذي يتلاءم معها ومعنا ومع مجتمعنا.
* أحمد إبراهيم:
الفن والثقافة جناحا ثورة يوليو.. فماذا عن ثورة يناير وهل ممكن تفعيل هذا بدلاً من ان نكلم بعضنا في الندوات والتليفزيون والنتيجة شعب لا يفهم ولا يعي ونطالبه بالتصويت الواعي فلا يقدر.
تعقب
* د.عماد أبوغازي:
الفن والثقافة لم يكونا جناحي انقلاب يوليو وإنما هذا ما حدث في ثورة يناير الموسيقي والمسرح في الشوارع والميادين الرسم علي الجدار والأرض ومهما أزيلت تعاد.. الثورة فجرت الفن فكان حياة.
* يسرية محمد:
هل كان متعمداً وضع كل هذه الأخطاء والمشاكل من جانب المجلس العسكري لعرقلة طريقنا وحتي يحدث هذا اللغط أتصور ان هذا كله كان مقصوداً لتأخير الدستور قبل انتخاب الرئيس.
* دعاء صفوت:
هل سيكون التحرير ملجأ لنا لو وجدنا اننا سرنا في الطريق الخطأ.. هل نعود لنصوب طريقنا!!
* سلوي محمد:
بل اسأل نفسي ومن سبقوني في الكلام ماذا لو جاء الدستور ضد إرادة الشعب؟ لن نقبل بكل تأكيد ولن نصمت بعد اليوم.
* عمرو سعد:
أتصور ان كل الارتباكات حدثت ليكون هناك موافقة ضمنية لا علي التعديلات الدستورية السابقة ولكن المجلس كان يبحث عن شرعيته وأراد تأكيدها بطرح هذه التعديلات الفاشلة.
* عادل عثمان:
أقول لمن سأل عن المثقف المصري أنه مازال موجوداً والفن في كل مكان الثورة ألهمتنا الكثير وسوف أهديكم قصيدتي خيوط الفجر في نهاية هذه الندوة.
* سناء عزالدين:
نريد دستوراً مصرياً خالصاً لا يستقي بنوده من اي دولة أخري.
الكاتبة الأديبة هالة فهمى فى برنامج ثورتنا بقناة النيل الثقافية مساء يوم 29ـ 5 ـ 2012
أنا أمشي التاريخ
بشير رفعت الأربعاء 23 مايو 2012
المبدعون الذين زاروا روما مؤخراً. كفائزين في مسابقة المساء الابداعية. كانت لهم انطباعات عن روما وإيطاليا والمسابقة.. يكتب هذه الانطباعات اليوم الشاعر بشير رفعت.
هذه العبارة الموجزة. التي عنونت بها مقالي. قرأتها في مدينة روما علي كارت بوستال أفرغت فيه بقعتين علي هيئة قدمين.. وهي تعبر عن الزخم الأثري الباهظ للمدينة التي تبدو لي مدينة التوحش الأثري.. وهو توحش لا تعتريه الوحشة لأنه دائماً محاط بالأشجار المطمئنة والطيور الأليفة والزحام الاحتفالي في الشوارع والحدائق العامة.. كأن ميثاقاً صامتاً قد أبرم. بمقتضاه يتكلم الفن.. هنا كل شيء يؤكد مبدأين. الأول: قداسة تاريخ الفن.. ولأن الفن مقدس. فإن الأطفال يجلسون علي الأرض خشوعاً في متحف الفن الحديث. تشرح لهم المعلمة تاريخ اللوحات التي يزخر بها المتحف.. والمبدأ الآخر: تجاور الحضارات لا صدامها. هكذا يتربع أساتذة الفن في العالم. يجمعهم أنهم عظماء ولا يفرقهم أن شوقي مصري وأن الفردوسي فارسي وأن جوجول وبوشكين روسيان. وبالتسامح الحضاري ذاته تتجاور الأكاديمية المصرية للفنون مع نظيرتيها البلجيكية والرومانية.
في الساحة الكرنفالية. التي تتوسطها المسلة الفرعونية دائماً وتتدفق النافورة والبشر. لا يزعجك أحد لأن التسول في روما ليس تسولاً بالعاهات. بل إنني أخطيء حين أسميه تسولاً. هو ليس هكذا بالمرة. بل عزف موسيقي يؤديه أفراد لا يكفون عن العزف المرح. وفي المقابل يضع بعض المستمعين المستمتعين شيئاً من العملة في كوب أمام العازفين أو علي سترة افترشوها.
في كل مدينة أشياء أو سلع تتناص مع بصمة المكان. هكذا تجد في مدينة بيزا فناجين وأكوابا تتسم بميل سيمتري يحاكي برج بيزا المائل. وفي روما تجد رزنامة العام وقد تضمنت صفحاتها صوراً من معالم روما. وهكذا الأمر في الفاتيكان. التي يمكن أن نعدها معلماً من معالم روما فضلاً عن أنها دولة ذات سيادة مستقلة. ستجد فيها رزنامة تتصدر صفحاتها صورة البابا.
إنهم يتقنون الشجر والحجر والقبل واليمام وقطعان الجميلات.. وما أتعس الجميلات في روما لأنهن لا يشعرن أن جمالهن ميزة. كما أنه لا ميزة للسبيكة في منجم الذهب.. كان ينبغي أن تتوزع هذه الوفرة علي بقاع أخري مثلما توزعت الآثار الفرعونية الباهظة علي أكثر من متحف في إيطاليا وغيرها.
في الختام أقول. إنك إذا ضللت الطريق في روما. فإنك لم تضل الطريق. لأن كل الطرق تؤدي الي الفن.
صفحة صالون المساء ـ هالة فهمى ـ يوم الأربعاء 23/5/2012
http://213.158.162.45/~almessa/index.php?c=html/main/sectionList§ion_id=161