من المسئول عن فراغ الندوات والأمسيات؟!
الأربعاء 9 مايو 2012
النت ومواقع التواصل الاجتماعي.. أهم الأسباب التي أدت إلي الفراغ في الندوات والأمسيات الأدبية والثقافية في مصر وربما في العالم العربي ما مدي صحة هذه المقولة؟ وما الأسباب الأخري التي تؤدي لهجر المبدعين للأمسيات حتي بات من يشارك فيها.. من ليس له باع في النت.. أو ممن هرمت بهم السن.. وقلة من الشباب يبحثون عن الحضور.. أسباب كثيرة دفعت بالمثقف للعزلة خلف جهاز صامت يتواصل به وقتما شاء منذ طلوع الفجر وحتي مغيب شمسه وربما قطع اتصاله بهذا العالم الافتراضي فجأة.. وربما تخفي باسماء عديدة ليقول مالا يستطيعه في الندوات.. أشياء كثيرة تصب في قالب واحد تشكل ليكون أحد الأسباب في غياب الأدباء والمثقفين عن حلبة اللقاءات المباشرة وتبادل الخبرات والتواصل الإنساني الذي كان يحرص عليه كبار مبدعينا أمثال نجيب محفوظ في لقائه الأسبوعي في كازينو قصر النيل ثم فندق شبرد ود. طه حسين ولقاء الأربعاء من كل اسبوع.. وصالون العقاد إلي جماعة الجيل الجديد وبدايتها في قهوة فينكس ثم انتقالها لنقابة الصحفيين مع غيرها من الندوات والأمسيات والصالونات التي أثرت الحياة الثقافية سواء علي المستوي الرسمي المؤسسي أو الخاص.. هذا الغياب.. أصبح هجراً لهذه الامسيات التي استمرت حتي الآن وفي استطلاع رأي للأدباء والمثقفين جاءت رؤاهم:
د. صلاح الراوي: علمياً لا يمكن ترجيح عامل واحد في بيان أسباب ظاهرة من الظواهر والندوات مهجورة من زمن بعيد.. من الأسباب: غياب الحريات التي تجعل لالتقاء العقول معني فاعلا في حركة المجتمع من خلال الفكر. غياب الثقة بالمؤسسات الرسمية وما في حكمها والتي تولت مهمة تنظيم الندوات خارج سياق الرؤية العميقة لدور الندوة والمؤتمر وحلقة النقاش والمحاضرة والخلط بينها. غياب القضايا الحقيقية أو تعويمها وتسطيحها.
إعادة إنتاج الموضوعات نفسها بإصرار عنيد وبروز وجوه اتخذت من الندوات موضع قدم لتمرير ضحالتهم الفكرية استكمالاً للألقاب الفارغة التي يحملونها.. ومن الندوات ما اتخذ "سبوبة" بكل معني الكلمة وأصبح هناك محترفون لا تعنيهم الثقافة في شيء.. ثم هناك الدور القاتل الذي لعبه الإعلام في تسطيح الوعي العام وتهميش قيمة الفكر والتعليم علي الثقافة ومعناها الدقيق وتجريف مدلولاتها الجادة والحقيقية والتكريس في الوقت ذاته لمفاهيم نقيضة وفاعليات مريضة.
* مني ماهر:
ما يمنحه النت يختلف تماماً عما تمنحه الندوات.. سبب الهجران مواضيع الندوات ليس أكثر..فالمنصة تستأثر بالرأي الواحد والحاضرورن لا يشاركون في ابداء الرأي ولا يسمعون بعضهم البعض ولذلك ينصرفون عن الندوات.. أيضا الندوات تحتاج إلي مجهود في إعدادها ولكنها تؤدي مهمة التواصل بين الأدباء.. وهذا لا يوفره النت بالشكل المطلوب لأن الكلمات تتوه وتصبح ملكا للجميع عكس الندوات واللقاءات الأدبية.
* سلوي الحمامصي:
النت أفضل في حالة ظروف السفر والابتعاد عن الوطن وهناك تجربة وليدة وهي مجموعة اسمها كتابات عربية لاقت قبولاً من كتاب في أنحاء مختلفة وبلدان عديدة وربما يكون الهجران ناتج عن عدم الإعلان بشكل جيد أو الانشغال بمجريات الأمور.. ولكن النت يقربنا من الأوطان.
* عادل الخطيب:
رغم كوني لست من عشاق النت إنما الموضوع ثري ويحاول إخراجنا مما نحن فيه ككتاب وأبناء وطن تكالبت عليه الثعالب وهناك تجربة أجريناها في ندوة يسري عز الدين في المنصورة وكانت القاعة ممتلئة بالحضور وقمنا بالاستعانة بمهندس اتصالات وعرضنا الندوة "بالفديو كونفرانس" وشارك معنا بالحضور في الوقت في محافظات أخري مثل العريش. وقنا. والأقصر. كانوا معنا بالصوت والصورة.. النت سلاح ذو حدين وعلينا اختيار ما نريده منه.
* مجدي عبدالرحيم:
الندوات هامة جداً للتواصل بين الأدباء ولا يمكن الاستغناء عنها بمواقع التواصل الاجتماعي ولعل من أسباب هجر الندوات انشغال الادباء في لقمة العيش والسعي خلفهما وربما يجد الإنسان بعد فترة أن الندوات لا تضيف له شيئا خصوصاً إذا كانت الأعمال التي تناقش دون المستوي رغم أن هناك الكثير من الأعمال الجيدة لا تلتفت إليها الندوات لحياء أصحابها أيضا غياب النقد الموضوعي المفيد ولا أعمم ولكن المجاملات الصارخة من النقاد وشهوة الكلام لدي البعض تدفع المبدع للندم علي استقطاع جزء من وقته علي حساب بيته وعمله ليذهب لهذه الندوات.
* نفيسة عبدالفتاح:
غبنا في الأحداث الكبيرة عن ندواتنا الجميلة.. الواقع الساخن جزء من قضية هجر الندوات ولعل ما يحدث في مصر منذ أكثر من عام هو رد علي السؤال.
* رمضان عبداللاه إبراهيم:
الندوات اسبوعية أو شهرية أما النت فيومي ولحظي.
* عبدالحميد بسيوني:
فقدت الندوات أهميتها وقدرتها علي الاتصال والتواصل قبل نمو نشاط الشبكات الاجتماعية علي الانترنت.. ولا يبدو وضوح تأثير تلك الشبكات علي هذا النشاط.
* بهاء الدين رمضان:
مواقع التواصل الاجتماعي خلقت نوعاً من التواصل والحميمية بين الادباء كنا نفتقده فعلا.. لأننا نسمع بعضنا ونعبر عن رأينا بحرية ربما لا تتيحها لنا الندوات بفعل ضيق الوقت أو المشرفين عليها إن هذه المواقع لم تؤد إلي فراغ الندوات بل علي العكس الإعلان الجيد علي تلك المواقع يخدم الندوات وأنا أتحدث من منطلق وجودي في الصعيد ومثلاً نادي أدب طهطا توقف لسنوات لم يكن يقدم سوي أمسيتين في العام ومع التواصل علي النت أصبح النادي شعلة نشاط وخرج من دائرة الثقافة كجدران إلي العامة والشوارع والنوادي وكذلك خرجت جماعة حلم الجنوب بدأت فكرتها علي النت.. أيضا من خلال هذه المواقع ترجم لي العديد من الأعمال ولي أعمال تدرس في جامعة بأندونيسيا.
* أشرف حجازي:
الندوات مهمة في مرحلة من حياة الأديب قد لا يحتاجها فيما بعد.
* إبراهيم عبدالمنعم:
ضعف الإعلان عن الندوات وعدم تشجيع المواهب الجديدة.. مع وجود قنوات ثقافة تسهل عملية الحصول علي المعلومة الأدبية هذا كله ساهم في الحد من اقبال الأدباء علي الندوات والأمسيات الأدبية.
* عبده العباسي:
سيطرة أصحاب المعاشات علي نوادي الأدب والحركة الأدبية للاستفادة وأخذ فرص الآخرين.. أدي لعدم رضا الادباء عن التواجد وخاصة الانتماء السياسي لهؤلاء "العواجيز".
* محمد المخزنجي:
من المؤكد أن النت ومواقع التواصل الاجتماعي ضمن الاسباب الكثيرة التي أدت إلي الفراغ في الندوات الأدبية ومن هذه الاسباب المكان والزمان وغالبا ما يكون المكان وبعد المسافة والوقت غير المناسب وأسباب أخري لكنه مؤكد سبب مهم.
* ميسرة صلاح:
أعتقد أن هذا ليس صحيحاً.. لأن الانترنت أتاح للمهتمين معرفة معظم الأنشطة الموجودة في اليوم الواحد وبالتالي يكون لديه فرصة أكبر في الاختيار ورغبة أكبر في التنوع.
الشيخ النجم.. إذا هوي!!
الأربعاء 9 مايو 2012
رغم أن الشيخ عائض القرني داعية ما فتيء يصدر للناس نصائحه "لا تحزن" و"لا تيأس" ثم يستدير فيرمي بسهمه في ساحة الشعر والشعراء الذين ماتوا من العشق أو الحب أو الشعر. كلها عناوين يمكن أن تتصدر كتابا للشيخ الجليل ولا يخالجك شك. وتطرد من رأسك أي فكرة شيطانية تحاول أن توحي لك بأن المحتوي يخص شخصا آخر. لأن الشيخ الذي يدعو الناس إلي الفضائل لا يمكن أن يتجرد منها من أجل شهرة عاجلة ومردود دنيوي. لأن الأمانة فضيلة. والأمانة العلمية تقتضي ذكر المصدر. وتمنع السطو علي جهد الآخرين!
لكن حصول الكاتبة الجسورة سلوي العضيدان علي حكم ضد الشيخ عائض القرني لأنه "لطش" كتابها "هكذا هزموا اليأس". وصدره باسمه وتحت عنوان "لا تيأس" علي وزن لا تحزن الذي باع منه الملايين حرض الشاعر المصري سمير فراج علي رفع دعوي قضائية ضد الشيخ عائض القرني لأنه لطش كتابه أيضا بعنوان "شعراء قتلهم شعرهم" الصادر عام 1997. ونسبه لنفسه تحت عنوان "قصائد قتلت أصحابها".
سطو. سرقة. لطش. هذا هو التوصيف الحقيقي لأخذ مالا يستحق من مال وشهرة وجهد من قرأ واجتهد وسهر الليالي ثم جمع حصاد جهده فرحا به ولا يخالجه شك بأن "خطفه الغراب وطار"!
قبل سنوات التقيت بفراج في مصر في نقابة الصحفيين. وقص قصته مع الشيخ وهو يحمل في حقيبته المقالات التي نشرت حول سرقة كتابه. حرضته يوما علي عدم السكوت ورفع دعوي قضائية لاثبات حقه الفكري والأدبي ان كان حقا يأخذه وان كان باطلا يأخذ الشيخ حقه حفظا لمنزلة الشيخ ومكانته. وآثرت عدم التطرق للموضوع طالما صاحب القضية آثر الصمت " إذا كان السيد راضي ماله شغل القاضي" وآثر مهادنة الشيخ ووصاله وهداياه بعد لقائه به في الجنادرية كما قال لي علي رأي "اطعم الفم تستحي العين" هكذا نامت القضية رغم أنها نشرت في الصحف وهي موجودة علي الإنترنت لكنها لم تلق تجاوبا إعلاميا كافيا وغلفها الصمت إلي أن صدر الحكم ضد الشيخ في قضية سلوي العضيدان. ليقرر فراج رفع قضية مماثلة ضد الشيخ.
وقضية ثالثة في طريقها إلي المحكمة مرفوعة من "يمان باشا" الذي يتهم الشيخ عائض القرني بالسطو علي أحد مؤلفات والده د. عبدالرحمن رأفت باشا "صور في حياة الصحابة" وتقديمه موضوعا لحلقاته التليفزيونية "هذه حياتهم" دون ذكر للمصدر أو الاستئذان.
في الحقيقة أني لم أكن واثقة من صحة ما قاله يومها سمير فراج بخصوص تواصل الشيخ والارساليات التي كانت ترسل من قبل الشيخ. لكن واقعة سلوي العضيدان بخصوص "10000" عشرة آلاف ريال التي قدمت لها لترضي وتصمت جعل "الفأر يلعب في عبي" وأنا أتابع القضية أو القضايا عبر ما كتب عنها. وشعرت كم هي جسورة "العضيدان" رفضت بإباء امرأة عربية ترضية الشيخ لا تبحث عن مال بل تريد حقها الأدبي والمادي والمعنوي نظاميا وهو ما لم يكن يحسب حسابه الشيخ علي ما يبدو. وظن أن منزلته الدينية سور حصين ولكنه نسي أن هذا السور هش أو أنه سور من ورق سرعان ما تصدعت جنباته وخر هاويا. أما الشيخ النجم الذي باع الملايين من كتابه "لا تحزن" الذي كما قيل به بعض أفكار "دع القلق وابدأ الحياة" وأنه أي الشيخ يستحق جائزة نوبل كما قال ذات حماس في خطبة أو ندوة أو محاضرة منقولة علي التليفزيون. وليته اكتفي بهذا بل زاد "البلة طينة" باستنكاره حصول نجيب محفوظ عليها. وهو أولي بما معناه أو علي رأي "ما في أحد أحسن من أحد" ونسي في غمرة الفرح بالنجاح المزيف أن تلك الجوائز لا تعطي إلا لمن يستحقها فعلا لذلك اكتسبت قيمتها العالمية ورسخت قواعدها لأنها لا تخضع لتيار ديني أو ضغط سياسي ومحسوبيات أفقدت كثيراً من جوائز العرب قيمتها وجعلتها تبدو في صورة هبات أو صلات سمها ما شئت ولا تحزن إن فاتك شيء منها ولا تيأس علي رأي شيخنا الفاضل.
قوانين الدواوين.. في هيئة قصور الثقافة
الأربعاء 9 مايو 2012
مشروع إحياء التراث المصري في شتي المجالات الثقافية أحد الاهتمامات التي رصدت لها هيئة قصور الثقافة جزءاً من مطبوعاتها ومؤخراً أعيد طباعة كتاب "قوانين الدواوين" لأسعد بن مماتي الوزير الأيوبي المتوفي عام "1209" ميلادي.. قام بجمع الكتاب وتحقيقه عزيز سوريال عطية.
يصف الكتاب حالة مصر خلال القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي.. من خلال ثلاث مجموعات رئيسية منها جغرافيا مصر في العهد الأيوبي ثم أنظمة الحكم الخاصة في عصر بني أيوب. والشئون الزراعية للبلاد في ذلك الوقت.. يناقش في ثماني عشر فصلا أحكام الأراضي وتفاوت قيمتها.. الخلجان والترع والجسور.. أضاف الزروع والمساحة السنة الشمسية والقمرية.. الكتاب يعد من المؤلفات التراثية الفريدة.
نشرة أخبار بعد 100 عام
يذيعها: ياسر قطامش الأربعاء 9 مايو 2012
صرح مسئول الإعلام.. في وزارة "كله تمام" بأنه تم تحسين رغيف العيش.. وتنقيته من المسامير والخيش.. ليصبح قطره نصف متر ويحتاج في حمله لسيارة أو "قطر" ومنه الرغيف.. المحشي بالبلوبيف وسينخفض سعره إلي ألف جنيه.. ليصبح في متناول الأفندي لا البيه.. وأعلن مسئول وزارة بناء الخرابات أنه في خلال ساعات سيتم القضاء علي ظاهرة وقوع العمارات.. من خلال ثلاثة فتوات يقفون بجوار كل عمارة.. ليسندوها حتي لا تقع منهارة.
أعلن معالي الدكتور عبده مشروم.. وزير السحاب والغيوم.. أنه تم القضاء علي السحابة السودة.. وتوفير سحب أخري بألوان علي الموضة.. منها سحابة جميلة بلون القطران والنيلة.. وأعلن السيد زفتاوي كوارع وزير الميادين والشوارع.. أنه سيتم حل مشكلة المرور وحوادث العبور بتوفير ساحر و"حاوي".. معهما جميع أنواع الصابون والرغاوي حتي تتزحلق السيارات.. ولا تتسبب في حدوث زحام واختناقات.. وفي سبيل راحة الأموات سيتم افتتاح طرق شعبية.. اتجاه واحد لمدافن القطامية كما أعلن وزير الإيواء.. عن طرح غرف للمساكين.. مساحتها نصف متر لكل مواطن.. وملحق بكل غرفة تربة.. وكفن وخشبة.. كما أعلن فخامة عليوة طبيخ.. عن رحلات مجانية للمريخ.. فلا تضع الفرصة واحجز "وماتدفعش".. بشرط أنك تروح "وما ترجعش".
كانت هذه عينة من الأخبار بعد 100 عام من الآن فاحمدوا ربكم لأنكم تعيشون في هذا الزمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ