العصبية القبلية وصلت إلي المؤسسات الثقافية
الأربعاء 25 أبريل 2012
العصبيات بأشكالها المختلفة مرض من الأمراض التي خلفها النظام السابق الذي سقط ولم تسقط هي بل مازالت تسيطر.. لدينا أشكال من القبلية التي لم تنهزم أمام الثورة حتي هذه اللحظة وتبدو راسخة القواعد سواء أكانت عصبية دينية تسيطر الآن علي مجلسي الشعب والشوري.. أو عصبية قبلية تسيطر علي بعض المؤسسات والنقابات أو عصبية ايدلوجية قد تسيطر علي سدة الحكم.
هذه الظاهرة التي تعد من أهم الصناعات التراثية في الوطن العربي تجعلنا نتساءل: ماذا لو جاء الرئيس منتمياً لتلك الظاهرة.. وكيف يري الأدباء هذه الظاهرة بصفتهم مكتوين بنارها علي المستوي الثقافي.
د. صلاح الراوي:
بداية لنضع الحصان أمام العربة.. فكل المجالس المفروض انها منتخبة ومحكومة بقوانين ولوائح وأصول وأعراف فأي مجلس يسمح بأن تتجلي أي عصبية من العصبيات دينية كان أو قبلية أو مناطقية أو أيدولوجية فهو مجلس باطل في الأصل.
إذن الخلل يكون في الأدباء والأداء فرع من فروع الموقف والمبدأ والأصول.. فاذا كانت كل الشرائع قد نظمت العمل الجماعي وفق معايير مجردة عن الأفراد وانتماءهم وتجلي هذا في نصوص قانونية ولائحية واضحة أاتفق الجميع مبدئياً علي احترامها ودون حديث شخصي فيما يتعلق باتحاد الكتاب ومجلسه فإنني صعيدي ؟ لكنني لم ولن أسمح بأن تلعب العصبية المزعومة دورها فيما يخالف نصاً قانونياً أو لائحياً أو عرفاً من الأعراف وفي يقيني ان ما يقال عن سيطرة مجموعة الصعيد علي المجلس انما هو كلام مرسل والا فالبينة علي من ادعي عليه ان يأتي بوقائع محددة فما أكثر الكلام المرسل حتي في شئون شديدة الوضوح وأكثر التحاماً بالمنطقة ولا أريد ان أضرب أمثلة فأنا حريص علي التجريد لان فيه رؤية أشمل وأدق وتتجاوز الكلام المرسل.
التاريخ لا يغيره إلا التاريخ
* السيد الخميس:
ان الآليات التي ستأتي بالرئيس هي التي ستتحكم فيه وعلي الرئيس ان يمثل طبقات الشعب كله وأتحفظ علي كلمة عصبية دينية فهي عصبية طائفية.. وعلينا ان ندرك اننا لن نأتي بالرئيس وانما هناك آليات تفرضه علينا للأسف فأحيانا تضطرنا الظروف لاختيار من لديه عصبية طائفية.لأنه أقل الأضرار فمثلاً اختيار الرئيس المحلي المنتمي لجماعة دينية وهو يعتنق فكرهم ومنهج تفكير أخلاقي بعيداً عن منهج المصلحة ومن يحكم عليه ان يدرك ان منهج مصلحة مصر هي الحقيقة المطلوبة أما الأمانة فشيء مفروغ منه ويحميها القانون وليس الأخلاق فقد تكون الأخلاق ممتازة وهناك تسيب فتأتي الكارثة.
وعن التجربة الطائفية في الثقافة واتحاد الكتاب نموذجاً فهذا عار فنحن قدوة ويجب ان تنتفي الطائفية تماماً فمجرد اختيار شخص لأنه بلدياتي فهذه كارثة والأمر ليس معنياً به الجنوب فقط وإنما في الاسكندرية وأي مكان آخر علينا ان نغير هذا الذي صنعه التاريخ بنا والتاريخ لا يغيره إلا التاريخ وأعتقد أننا كفيلين به وسوف نغيره ونبدأ بالاتحاد الذي يضم كتاب ومفكري مصر.
تخلف
* أحمد عنتر مصطفي:
من المعروف ان العصبية القبلية عادة تتعلق بتراثنا العربي وتعد جاهلية وهي ظاهرة مرتبطة بالتخلف وعدم المقدرة علي تحقيق الوعي وتغييب العقل وبالتالي نجد هذه الظاهرة تنتشر في المناطق الجنوبية في كل بقاع العالم مثل جنوب إيطاليا والبرازيل فالجنوب لديهم أكثر تخلفاً عن الشمال أما بالنسبة لمصر فمازال الفكر القبلي يسيطر علي المناطق الجنوبية والاطراف الغربية وتنتشر بحكم تخلف الوعي الأقلية وما تدعو اليه من التماسك والتلاحم والتعصب ووجود كثرة الخلافات ورغم ان مصر قطعت علي طريق التحضر مرحلة كبيرة منذ زمن إلا أننا مازلنا نعاني هذه الظاهرة وتبلغ الذروة في الانتخابات فكل قبيلة تؤيد مرشحها بغض النظر عن صلاحيته لذلك المنصب وقد يكون خارج القبلية أو العشيرة ولكن التطرف الذي يصل للقتل والمعارك ينتصر.
والحقيقة ان هذا ضد عجلة التقدم والدليل ما حدث في مجلس الشعب والشوري فمن شغلوا المناصب ليسوا الاجدر ولا الأصلح وهناك من عامة الشعب من هم أفضل ولكنه التعصب الديني والاحتكام لمنطق الجماعة والانصياع لفكر ضيق محدود.
أيضاً تعاني النقابات والمؤسسات التي تقوم علي الانتخاب بهذه العصبية وعلي سبيل المثال هناك مسئول ما في نقابة ما يتعصب إقليمياً لقضاء مصالح التابعين لهذا الاقليم وهناك من هم أحوج بخدماته ممن تعصب لهم في أقاليم أخري ونحن لا ننكر الهامش الانساني ولكن علي من يتصدي لمثل هذا العمل ان يكون منصفا أو يحاول علي الاقل ولكن المؤسسات التي تدار بهذه الأفكار ويمثل هؤلاء المسئولين لابد ان تزداد تخلفا أو تظل "محلك سر" وهذا نوع من طمس العقل ووأده.
د. شريف الجيار
هناك ظاهرة تهيمن علي المشهد العام في مصر الآن وهي هيمنة مفهوم الأغلبية علي النواحي المختلفة في مصر ان كانت سياسية أو ثقافية ونشهد هذا بشكل جلي في مجلسي الشعب والشوري وما يعرف بالتكتل الديني السياسي داخلهما فضلا عن أن هناك تكتلات أخري تتجلي في بعض المؤسسات أو النقابات الثقافية كاتحاد الكتاب المصري بهيمنة توجه بعينه مثلا وهذا يجعل القرارات داخل المؤسسة وداخل النقابات لا يخرج بشكل موضوعي في تشكيل استراتيجية وطن لاسيما ونحن علي أعتاب وضع دستور مصري ستعتمد عليه مصر في القرن القادم فضلا عن اختيار رئيس لمصر في مرحلة مفصلية في تاريخ مصر الحديث لا تحتاج إلي تكتلات حزبية أو تكتلات ايدلوجية بقدر ما تحتاج إلي موضوعية في الاختيار ان كان في لجنة تأسيس الدستور أو ما كان في لجنة اختيار رئيس الدولة حتي نعبر بمصر هذه المرحلة الشائكة والصعبة في تاريخها السياسي وأعتقد ان هذه التكتلات تعود إلي موروث ثقافي مصري وعربي وهو ثقافة القبلية لكن لا أعتقد ان هذه الايدلوجيات والتكتلات ان كانت في السياسة أو الثقافة تصلح لهذه اللحظة الراهنة خاصة في مصر.. لأننا اذا تركنا لهذه التوجهات الانفراد بوضع دستور أو اختيار رئيس أو حتي في صياغة استراتيجية ثقافية لوطن ستظلم التوجهات الأخري داخل الشعب المصري وتفقد مصداقية المواطنة التي نحن بصدد الكلام عنها في هذه الأوقات وبالتالي سيصبح الدستور المصري مشوشاً وتصبح الثقافة المصرية أيضاً مهترئة ويصبح اختيار الرئيس القادم غير ذي أهمية.. وبالتالي نكتشف في النهاية أننا ينبغي ان نتحمل المسئولية كاملة عن مستقبل وطن عزيز علينا جميعاً بأن نتجرد من أهوائنا الشخصية ومصالحنا التي أصبحت جزءاً في الشخصية المصرية في ظل الأنظمة السابقة وبالتالي علي النخبة المثقفة ان تغير موقفها بأن تعلن بوضوح رفضها لهيمنة أي أغلبية لا تمارس الموضوعية في الاختيار ولا تمارس أحقية الأقلية داخل استراتيجيات السياسية والثقافة المصرية في الفترة المقبلة.
"الإخوان" وخصخصة التعليم!!
الأربعاء 25 أبريل 2012
اتهامات كثيرة توجه إلي الاخوان الذين سيطروا علي غالبية النقابات والمؤسسات ومجلسي الشعب والشوري أحدث هذه الاتهامات هي رغبة رجال الأعمال من جماعة الاخوان في خصخصة التعليم خاصة ان غالبية المدارس الخاصة ملك للاخوان ولهذا حرص حزب الحرية والعدالة علي تقديم قانون الكادر وهو ضد القانون الذي قدم من وزارة التربية والتعليم الذي وافقت عليه نقابة المعلمين والمهن التعليمية وجميع حركات المعلمين والذي يتضمن في بنوده جدولا خاصا بأجور المعلمين واعادة تكليف خريجي كليات التربية وهو عكس قانون الاخوان الذي يبقي علي البدلات كما كانت في القانون السابق بزيادة طفيفة لكل فئات التعليم بمن فيهم الاداريون.
وقد أكدت نقابة المعلمين المستقلة علي حق الاداريين في أجر عادل ولكن أين الجدول الخاص بأجور المعلمين ولماذا العمل علي تصدير مشكلة بين المعلمين والاداريين وفي نفس الوقت إلغاء جدول أجور المعلمين لعدم إلزام أصحاب المدارس الخاصة بأجور المعلمين.. أي ان البحث عن مصلحة مالكي المدارس من الاخوان أهم من مستقبل مئات الالاف من المدرسين والعاملين من الاداريون.
الأخطر من ذلك هو ان تقديمهم لهذا القانون عطل صدور القانون الأصلي بعد ان أعلنت وزارة المالية توفير موارده.
مشكلة أخري سعي إليها الاخوان وهي ان نقابة المهن التعليمية هي صاحبة الحق في إعطاء رخصة مزاولة المهنة وهكذا تسلم رقاب المعلمين للاخوان الذين سيطروا علي النقابة.
لذلك ترفض نقابة المعلمين المستقلة قانون الاخوان وقد اتخذت النقابة كل الطرق المشروعة لفضح انتهازية الاخوان مع تقديم طلب إلي منظمة العمل الدولية للمحافظة علي حق نقابة المعلمين المستقلة في الدفاع عن حقوق المعلمين وقد قررت نقابة المعلمين المستقلة الآتي: الوقوف أمام مجلس الشعب أثناء مناقشة هذا القانون كوسيلة ضغط من المعلمين لتلبية طلباتهم.
الضغط من أعضاء مجلس الشعب غير التابعين لحزب الحرية والعدالة وفي حالة عدم إتمام هذه المرحلة بتلبية رغبات المعلمين سوف يتم مقاطعة أعمال الامتحانات من تصحيح ومراقبة
ثورة يناير في عيون الغرب!!
الأربعاء 25 أبريل 2012
مازال قصر التذوق الفني بسيدي جابر التابع لهيئة قصور الثقافة يقدم أنشطته التي تثري الحياة الثقافية بالإسكندرية.. فما بين الفنون الشعبية والثورة والسينما والمعارض التشكيلية تتسابق الليالي لصالح المتلقي الذي يجد ما يمتعه في وسط هذا الصراع السياسي الذي لم يغب عن قصر التذوق في نشاط كبير يقدمه صالون التذوق الذي تشرف عليه أميرة مجاهد كما يقدم الصالون الموسيقي عدة سهرات موسيقية مع الفنان علي حمودة وباقة من أروع ما غني فريد الأطرش بقاعة زكي العشماوي.. كما يقدم الصالون يومي 26/4و 28/4 حفلات بقيادة المايسترو محمود أبوزيد وكورال القصر ولم تغب الندوات الابداعية والأدبية عن المشهد ففي صالون د. محمد زكي العشماوي تناقش المجموعة القصصية "لسبب ما" للكاتبة آمال الشاذلي ويناقشها كل من د. السعيد الورقي. وشوقي بدر يوسف ويختتم الصالون نشاطه باللقاء الفكري "ثورة 25 يناير في عيون الغرب" ويشارك فيه د. فتحي أبوعناية.. يشرف علي النشاط عماد فتحي مدير عام الادارة العامة للاعلام.
مارسيل بريلو.. وعلم السياسة
الأربعاء 25 أبريل 2012
الهيئة العامة لقصور الثقافة تعيد طباعة كتاب "علم السياسة" للكاتب الفرنسي مارسيل بريلو وترجمة أحمد حسيب عباس.. ومراجعة د.علي علي سليمان.
الكتاب ينقسم إلي جزئين الأول يدور حول نشأة علم السياسة في العصور القديمة والوسطي مروراً بسقوط علم السياسة وصعود علوم الاقتصاد والاجتماع والقانون ثم تفكك علم السياسة وإغفال شأنه.
أما الجزء الثاني فيشتمل علي موضوعات عن علم السياسة المناهض في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية عهد جديد. والنظريات السياسية والنظم السياسية والأسماء السياسية والأفكار ومصدر المعرفة السياسية.
...........................................................
صفحة صالون المساء إعداد الكاتب الأديبة هالة فهمى ـ الأربعاء 25 أبريل 2012 من المصدر :