المفكرون انقسموا حول.. إلغاء وزارة الثقافة
تقدمه: هالة فهمي الأربعاء 11 أبريل 2012
وزارة الثقافة تراجع درورها المنوط بها في تثقيف وإنعاش الدور الثقافي المتميز لمصر علي مدار سنوات طويلة..ومصر رائدة الثقافة في المحيط العربي بعد أن كانت هي الشعلة التي تتقدم ركب الثقافة دولياً.. وها هو ذا دورها ينحسر في المحيط المحلي فيركز الأضواء علي اسماء بعينها ونمط ثقافي بعينه يعاني من الشيخوخة والمرض.. حتي أن البعض طالب بإلغاء وزارة الثقافة بكل مؤسساتها المريضة ومحاولة ايجاد بديل ثقافي مختلف ولعل البعض وجد في تجربة ساقية الصاوي متنفساً لحل هذه الازمة بين علاقة المواطن بالثقافة العربية والاجنبية.. وبما ان تجربة "الساقية" لاقت اعجاب الشباب وجذبتهم إليها ونهلوا من مشاربها المختلفة فهناك من ينادي بهذا الإلغاء الحتمي وما بين مؤيد ومعارض للفكرة تأتي الآراء لنخبة من مثقفيها.
د. أحمد مرسي:
د. أحمد مرسي:
لست مع الإلغاء وإنما انا مع مفهوم جديد لعمل هذه الوزارة ففي عام 1980 عندما تم التفكير في إنشاء المجلس الأعلي للثقافة ليحل محمل وزارة الثقافة ويدير الحياة الثقافية.. وبالفعل تم إعداد دراسة حول هذا الأمر وقد شارك في ذلك وكان ذلك أيام السيد منصور حسن وزير الدولة للثقافة ثم تقلصت الفكرة بعد ذلك وأصبح المجلس الاعلي للثقافة في صورته الحالية أي صورة أخري من المجلس الأعلي للفنون والاداب والعلوم. وعلي ذلك لابد ان يعود المجلس الأعلي كماتم التخطيط له وليس في انحصار دوره علي التصويت لجوائز الدولة أو ان يكون هو جزء بسيط من هذه المنظومة.
د.أبوالحسن سلام:
نحن الآن في حالة فوضي شديدة ولانعرف أين الأصول المتعارف عليها.. فليس هناك معرفة حقيقية لقيمة الرواد والنخبة ولا ما يجب ان يطرح ويقدم للأجيال الجديدة وفي ظل هذه الفوضي هناك فوضي أخري وصراعات في المؤسسات التابعة لهذه المنظومة مثل الاتلييه وخلافات أعضائه ولذلك اتحاد الكتاب وما يحدث فيه وفي ظل هذا كله هناك طغيان سلفي يريد إلغاء الثقافة وليست الوزارة فقط.
كان من الممكن أن أؤيد هذه الفكرة في ظرف آخر ووقت آخر فأوروبا ليس بها وزارة ثقافة ولا إعلام.. ولهذا يجب تفعيل دور المجلس الأعلي للثقافة أولاً ليكون برلمانا حقيقيا.. لأن لجانه ليس لها دور حقيقي فقراراتهم ليست ملزمة لذا هي مجرد توصيات وهذا يجعل المفكرين والأدباء والعلماء متعبين.
كان من الممكن أن أؤيد هذه الفكرة في ظرف آخر ووقت آخر فأوروبا ليس بها وزارة ثقافة ولا إعلام.. ولهذا يجب تفعيل دور المجلس الأعلي للثقافة أولاً ليكون برلمانا حقيقيا.. لأن لجانه ليس لها دور حقيقي فقراراتهم ليست ملزمة لذا هي مجرد توصيات وهذا يجعل المفكرين والأدباء والعلماء متعبين.
إن إلغاء وزارة الثقافة سيكون ضد الثقافة وتحقيقا لاحلام السلفيين ورغم تقصير وزارة الثقافة في دورها الآن إلا أن دورها مهم جدا الآن في ظل طغيان التيار السلفي وفي حالة استقرار الانظمة وإنشاء دولة مدنية لا عسكرية ولا دينية سيكون إلغاء وزارتي الإعلام والثقافة مطلبا نبيلا ولكن ليس في هذه الفترة وليس في وجود جماعات "إسلاماتيكية".
السؤال الثالث عبدالعليم إسماعيل
بين إلغاء وزارة الثقافة أو محاولة اعادتها لدورها الحقيقي تظل نقاط الاختلاف والاتفاق غير واضحة لكن يظل من حقنا الرأي الخاص الذي لا نلزم به أحدا ومن هذا المنطلق أقول يجب ان تتكون وزارة الثقافة علي أسس فكرية حديثة بعيدا عن توجيه نظرها صوب الحاكم ويكون نظرها في اتجاه الوطن وعندها سنجد وزارة الثقافة معنا في البيت والشارع والمدرسة وكل نواحي الحياة.. وأود ان اشير اننا كنا نجهل في ظل النظام السابق ما معني وجود وزارة للثقافة بينما كل ما نلمسه يدل علي جهل مفرط.. وبلا أسف لابد ان اقول ان اول الجاهلين بدور وزارة الثقافة هم القائمون علي شئونها فقد أصبحت الوزارة أو بمعني ادق دورها تغطية المباني بالألوان وتدشين المهرجانات السينمائية في الوقت الذي غابت فيها عن المحرك الاساسي في بنية الثقافة وهو الإنسان وهنا يجب طرح السؤال مرة أخري هل نلغي الوزارة ام نبقي عليها وبين الرأيين يطل سؤال ثالث وهو لماذا لا تقوم الوزارة بدورها الحقيقي والاجابة مؤجلة لحين اتجاه بوصلة كل الوزارات لخدمة الوطن لا خدمة النظم الفاسدة.. أنا مع الثقافة التي ترفع من شأن الوطن لأن الثقافة هي أساس كل تقدم في كافة الأوطان.
* الأمير أباظة:
* الأمير أباظة:
وجود وزارة الثقافة ككيان مكون لم يكن الغرض منها صناعة الفكر أو الثقافة بقدر تهيئة المناخ العام للمبدع للقيام بدوره الفكري في إنتاج ثقافة متميزة لمجتمع نامي يحتاج إلي استفادة من القدرات الإبداعية الخلاقة لدي المبدعين ودعم الحركة الثقافية من خلال هيئاتها المتعلقة قصور الثقافة وهيئة الكتاب وغيرها من خلال توفير المناخ للمبدع وللمنتج الثقافي ويمكن التغلب علي فكرة رفض البعض لوجودها من خلال خلق كيان أهلي يتطابق في الشكل مع المجلس الأعلي للثقافة علي ان يتم انتخاب مجلس لادارته من المثقفين ومن خلال انتخاب اعضاء ورؤساء اللجان المختلفة التي تناقش الفكر وتتيح الفرصة للمبدع لكي يقدم عصاره أفكاره وإبداعاته دون تدخل حكومي ولابد من وجود مؤسسات نوعية تقوم بهذا الدور ومؤكد سيكون الدور الثقافي عندها له مكانته التي نحتاجها جميعاً.
* سيد فراج:
ما معني ان يصدر ديوان للكاتب أو شاعر أورواية أو مجموعة قصيصة ويكون قد توفاه الله قبل صدور الكتاب بسنوات أليس هذا تهميشاً.. لقد طال الفساد علي مدي ثلاثين عاما وسيطر علي مقدرات هذا الوطن بكل مؤسساته وفعالياته وعلي الثقافة بصفة خاصة التي هي نبض الوطن واحساسه.
ما معني ان تكون قيادات دور النشر خاضعة للعلاقات والمحسوبيات.
هناك آلاف من ابناء مصر يملكون ناصية الكلمة ولديهم عزة النفس والكرامة لا يعرفون التملق والنفاق واشياء أخري. فماذا لو الغيت وزارة الثقافة كما يطالبون بإلغاء وزارة الإعلام لان الابداع لا يحتاح إلي بيروقراطية وكفانا بيروقراطية وديكتاتورية علي مدي 60 عاماً منذ رحيل الملك مصر ممتلئة بالعلماء والادباء لكن إبداعاتهم تدفن.. فهل من أمل لتخرج من قبورها إلي السطح.. نتمي من الله
.....................................................................
"أقشر الموسيقي".. الديوان الفائز في مسابقة " المساء " الإبداعية
د. سيد قطب الأربعاء 11 أبريل 2012
ما يتميز به ديوان "أقشر الموسيقي" لبشير رفعت هو انطلاق الشاعر من رؤية واعية بمفهوم الابجدية الجمالية التي ابتكرها الوعي الجمعي في مساره التاريخي لكي تستوعب التدفق البياني للأصوات التي تتشكل في سيميوطيقا الفنون بل انها تعيد تنظيم قواعد هذه السيميوطيقا وتلوين ايقوناتها وتجديد رموزها فالشاعر في "أقشر الموسيقي" يتجاوز التعامل مع البنية الشعرية بوصفها إطارا تنصب فيه المشاعر والأفكار بل يتوغل في اكتشاف طبيعة التشكيل الجمالي للقصيدة متخذا من عنوانه "أقشر الموسيقي" علامة معلنة عن طريق الذات في الدخول إلي قلب عملية التبيين الجمالي والبحث عن الأعماق البعيدة التي يستطيع من يلمسها في تجربته الشعرية ان تتوهج روحه ويرقي إدراكه ويصل إلي خلاصة الجوهر المشع للغة الإبداع. ولأن أساس الشعر هو الموسيقي فالشاعر يقوم بعملية استيعاب كاملة لأوراق "النوتة" سعيا للوصول إلي "اللب" الذي يستقبل معطيات العالم ويعيد تسكينها في "نوتة" شعرية جديدة ولم يكن العنوان بمعزل عن تجربة الشاعر في الرؤية والصياغة والفكرة السارية في مدار شعرية الديوان بل ان الديوان جاء تحقيقا لمقولة العنوان تماماً فالمبدع يعايش ابجدية الجمال بما تختزنه من ايحاء وسلامة وسحر وهو مدرك لتأصيل الممارسة والحداثية في الإبداع وقبل كل شيء هو حريص كل الحرص ان يبث في كتابته روحاً تمنح العمل وحدة وخصوصية وترسي مفهوم النص "المثير للذاكرة" او النص الذي يدفع المتلقي لاعمال العقل حين يفتح الباب بين الفن والحياة فاذا بالمخيلة تستدعي حصادها الفردي والجمعي وتعيد قراءته في ضوء الكيان الجمالي الذي غمرها وكان الشاعر واعيا بالبعد الحواري للعملية الابداعية منذ ان اختار كلمة "جسور" ليمد من خلالها مجموعة من النصوص ينتقل عبرها القارئ الي الفكرة المحورية التي يعالجها المبدع في عمله وهي الدعوة لإدراك الروح المتناغمة التي تمنح الكون سره وسحره وتتجلي في دقائق الموجودات.
يرصد الشاعر في "أقشر الموسيقي" التجارب اليومية التي يمر بها الفرد في سياقه الاجتماعي ويتواصل مع مفردات الطبيعة بوصفها تجليات روحية للجمال والحرية من ناحية ومرآة تعكس للإنسان لو تأملها دقائق تجربته من ناحية أخري وعين الشاعر تري في الواقع اليوم فضاء حافلا بالمفارقات التي تولد الافكار من تقابلاتها كما يقتنص في قصائده القيم الكامنة في المشترك اليومي الذي يمارسه البشر لكنه يسقط في دهاليز الوعي إذا لم تقتنصه التجربة الشعورية في عملية الإدراك.
ان قصيدة مثل "تشريح الجثة" تتعامل مع رمز "الثعبان" بوصفه ضحية تلقي حتفها في سياق من الرعب غبر المبرر لأن أحدا لم يقرأ تجربته مع الخوف بينما تدين قصيدة "شيخ البلد" السلوك الإنساني الذي مارس دراما القبح في تلويث صفحات الضمير وقصيدة مثل "حذاء وقبعة وسماء" تتعامل مع شعرية الأشياء بينما تتحدث قصيدة "حالات" عن الوعي الزائف باللغة ومفاهيم العلامات وفي قصيدة "قصة الحضارة" يستمد الشاعر من التناص مع مرجعية التاريخية صورة استعارية حيوية للجرائم التي يمارسها الإنسان بشكل متكرر ضد الحياة. ان ديوان "أقشر الموسيقي" تذكرة لحضور "كونسير شعري" هادئ يترك في النفس أثراً يمتد طويلاً بعد مغادرته.
.....................................................................
أسئلة شبابية تبحث عن إجابات
الأربعاء 11 أبريل 2012
السياسة الآن أصبحت هي الشغل الشاغل لكل المؤسسات الثقافية والإعلامية وما بين لجنة الإعداد للدستور واختيار الرئيس تدور الأحاديث والحوارات والندوات.. تطرح الأسئلة وينتظر الجميع الإجابة.
وأحدث هذه اللقاءات هو لقاء في المركز الإعلامي بمدينة السلام حضره مصطفي الخشاب نائب رئيس المجمع وهدي حنفي المسئولة عن الإرشاد الاجتماعي ونادر سمير اخصائي إعلام وشحاتة عبدالملاك الاخصائي للإعلام بالمجمع والمسئول عن وحدة الإعلام السكاني والتنموي وهو الذي أشرف وأدار الجلسة التي شارك فيها عدد كبير من أبناء المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بمدينة نصر.
وقد تم اللقاء المفتوح بين "صالون المساء" وبين طلاب معهد الخدمة الاجتماعية بدعوة من السيدة دلال فرج مدير المجمع الإعلامي في مدينة السلام ضمن سلسلة من اللقاءات الفكرية والسياسية والتثقيفية للشباب ولأهالي مدينة السلام.
وقد طرحت العديد من الأسئلة والتي دارت حول القانون وطغيان التيار الإسلامي.. ولمن كان يجب ان نسلم السلطة لو كانت المنظومة التي سلمنا بها للمجلس العسكري خاطئة ثم دارت المناقشات حول الانتخابات وسيطرة التيارات الإسلامية عليها ومواصفات الرئيس القادم ورفض الشباب للجمعية التأسيسية للدستور وهل من الممكن فرض أعضائها علي الشعب كما فرضت أشياء كثيرة نتيجة جهل الناس بالسياسة والقانون والحقوق والواجبات أسئلة كثيرة طرحت وكان علي من ترشحوا ان يجيبوا عن أسئلة الشباب وشرح برامجهم بشكل مباشر ليحصلوا علي شرعيتهم من الشارع من المواطن المصري ولكن لاعتبارات كثيرة يتم تغافل الشباب مرة أخري في دور مجتمعي هام وفي صراع السلطة المحموم يسقط من اعتبار كل متصارع ان الثورة ثورة شباب وليس من المنطقي تهميش دورهم.
شارك في اللقاء وإلقاء الأسئلة والرؤي كل من: إسلام إبراهيم. مصطفي يحيي الجمل. ياسمين فتحي محمد. أحمد غريب. رحاب رضا. أمنية خالد. هالة عامر. أميرة نبيل. هدير عصام. أميرة عبدالحميد. إيمان مجدي. بهاء السيد. المعتز بالله.
............................................................
هالة فهمى : صالون المساء 11/4/2012 من المصدر :